جمع وترجمة وائل محمود الطوخي
هذا المسجد بشارع المعز لدين الله بالقرب من باب زويلة وتسميه العامة سام بن نوح النبى عليه السلام وهي تسمية لا أصل لها وانما يعرف بمسجد ابن البناء وسام بن نوح لعله لم يدخل أرض مصر البتة فان الله سبحانه وتعالى لما نجى نبيه نوحا من الطوفان خرج معه من السفينة أولاده الثلاثة وهم سام وحام ويافث ومن هذه الثلاثة ذرأ الله سائر بنى أدم كما قالتعالى وجعلنا ذريته هم البا
قين فقسم نوح الأرض بين أوده الثلاثة فصار لسام بن نوح العراق وفارس إلى الهند ثم إلى حضرموت وعمان والبحرين وسائر أرض اليمن والحجاز ومن نسله الفرس والسريانيون والعبرانيون والعرب والنبط والعاليق وصار لحام بن نود الجنوب مما يلى أرض مصر مغربا الى المغرب الأقصى ومن نسله الحبشة والزنج والقبط سكان مصر وأهل النوبة والافارقة اهل افريقية وأجناس البربر وصار ليافث بن نوح بحر الخزر شرقا الى الصين ومن نسله الصقلية والفرنج والروم وأهل الصين واليونانيون والترك وذكرالمقريزي ان هذا المسجد كان كنيسة لليهود القرابين تعرف بسام بن نوح وإن الحاكم بأمر الله أخذ هذه الكنيسة لما هدم الكنائس وجعلها مسجدا وتزعم اليهود الآن بمصر أن سام بن نوح مدفون هنا وهم إلى الآن يحافون من أسلم منهم بهذا المسجد أخبرنى به قاضى اليهود ابراهيم بن فرج الله بن عبد الكافى الداودى
أبن البناء
يقول المقريزى : هذا هو محمد بن عمر بن احمد بن جامع بن البناء ابو عبد الله الشافعى المقرىء سمع من القاضى مجلى وأبى عبد الله الكيزانى وغيره وحدث وأقرأ القرآن وانتفع به جماعة وهو منقطع بهذا المسجد وكان يعرف خطه بخط بين البابين ثم عرف بخط الاقفاليين ثم هو الآن يعرف بخط الضبيين وباب وباب القوص * مات ابن البناء هذا فى العشر الاوسط من شهر ربيع الآخر سنة احدى وتسعين واتفق لة عند هذا المسجد أمر عجيب وهو أنى مررت من هناك يوما أعوام بضع وسبعمائة والقاهرة يومئذ لا يمر الانسان بشارعها حتى يلقى عناء من شدة ازدحام الناس لكثرة مرورهم ركبانا ومشاة فعندما حاذيت أول المسجد اذا برجل يمشى أمامى وهو يقول لرفيقه والله يا أخى ما مررت بهذا المكان قط الا وانتقطع نعلى فوالله ما فرغ من كلامه حتى وطىء شخص من كثرة الزحام على مؤخرة نعله وقد مد رجله ليخطو فانقطع تجاهباب المسجد فكان هذا من عجائب الامور