كتب: أيمن غنيم
هيا بنا نطوف ونحلق ونرسم وجودا آخر غير الذي نعيشه . وهيا بنا نحلق في سماء المثل ونعلو علو العليين . ونعيش لحظات هي أبعد كل البعد عن واقعنا الملوث بالضغينة والخانق بالرذيلة . والذي ينتابنا فيها الغبطة الإلهية والخريطة المحمدية في الإنطلاق نحو الأصوب والإنطلاقة الفعلية من قدر الله إلى قدر الله .
وفي تلك الرحلة نعزم على ألا نكون كعهد سابقينا .ولا كما يهوانا محبينا ولكن على شاكلة التقوى نعهد أنفسنا . وعلى مخروط الإيمان نرسم ذاتنا ونهذب نفوسنا . وفيها سنعهد الخطى لله وفي الله . وتأمل كيف تجد نفسك رائعا وكيف تجد نفسك جميلا . لكونك مرتحل عن بؤس نفسك وشقائها .إلى عزتها وكبريائها . وترتحل عن جهل إلى نور ومن خذلان إلى اجمل وأرقى الجنان .
جنة النفس وروضتها وعفة وطهارة الجوهر وايقاعه . وتطوف وتتجول حول براح الخير بذاتك وترتحل من وعساء نفسك إلى هدايتها . وعندها تدرك أن المقصد هو الله . ورضاه ومنتهاه. فما أحلى النهاية وماأجمل الخاتمة أن تنهي بداية كم هي عنيفة قاسية . كم هي دنيوية زائلة .
إلى ذاك الملتقى الأرقى وهو الفرار إلى الله . ومنها تكون البداية إلى الإستقرار والرقي والبهاء والإرتقاء نحو ماهو أعظم وما هو أبقى وهو معية الله ومعايشة نهجه وإفتعال شريعته وساعتها ستبلغ المني في أن تنال الرضا . وتهرب من نفسك عن نفسك .
وتعود إلى جمال وروعة الحياة . فإزمع على الرحيل . وابدأ حتى ولو بالقليل وستجد الدنيا التي تبحث والسعادة التي تأمل . ويصبح حلمك ليس بالمستحيل .